المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا

كلمة رئيس المجلس العسكري ألانتقالي رئيس الجمهورية، رئيس الدولة، الفريق

 محمد إدريس ديبي إتنو

فخامة السيد رئيس جمهورية الكاميرون الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا،

أصحاب السعادة رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا،

السيد وزير الاقتصاد والمالية والإنعاش للجمهورية الفرنسية،

السيدة المديرة العامة لصندوق النقد الدولي،

السيد رئيس مجموعة البنك الدولي،

السيد رئيس لجنة المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا،

السيد محافظ بنك دول وسط أفريقيا (BEAC)

السيد رئيس بنك التنمية لدول وسط إفريقيا (BDEAC)

السيدات والسادة ، كبار المسؤولين في أجهزة ومؤسسات المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا،

الضيوف الكرام،

إنه لمن دواعي سروري أن أشارك، لأول مرة، في مؤتمر رؤساء دول المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا، مجموعتنا المصيرية.

اسمحوا لي أن أتوجه بكلمتي الأولى إلى فخامة الرئيس بول بيا، رئيس جمهورية الكاميرون الشقيقة الرئيس الحالي لمجموعتنا، لأشكره على اتخاذ هذه المبادرة الهامة للاجتماع من أجل مناقشة القضايا الحالية في المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا.

إنها لمناسبة أيضًا لأتقدم بالتهنئة والشكر لرئيس دينيس ساسو انغويسو على العمل الذي تم انجازه والتقدم المحرز في ظل رئاسته المكرسة لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية.

أود أن أعرب لكم أيضا عن فرحتنا بالتقييم الواضح والشجاع للتهديدات التي تثقل على اقتصادنا بشكل خطير. هذه المواقف هي التي تحدد إرادتنا المشتركة لتعزيز قدراتنا الحالية واستكشاف قدرات جديدة من أجل السماح لاقتصادنا بالانتعاش بشكل أفضل في مواجهة العواقب المتعددة للأزمة الصحية وإعادتها إلى مسار النمو الدائم والشامل وخلق فرص العمل.

أصحاب الفخامة رؤساء الدول،

الضيوف الكرام،

لقد ساهمت تشاد دائما في تقدم مجموعتنا. إن مشير تشاد المحب للتضامن، وقناعة منه بالأهمية الأساسية للتكامل الإقليمي للتنمية الاقتصادية لبلداننا، كان دائما يولي اهتماما كبيرا للمجموعة. ستظل مُثُل التكامل شبه الإقليمي والقاري التي اعتز بها وعززها ودافع عنها طوال حياته التزامنا الدائم.

بالعودة إلى القمة التي تجمعنا اليوم، أود أن أشيد بهذه المبادرة من أجل بث حياة جديدة في الاستراتيجية الجماعية لإنهاء الأزمة. وقبل كل شيء، أود أن أعرب عن التزام المجلس العسكري الانتقالي وكذلك الحكومة المدنية في تشاد باحترام جميع الالتزامات الإقليمية والدولية التي تعهدت بها تشاد.

طبعا ، إن مؤتمر الذي عقد في ياوندي في ديسمبر 2016، والذي أثار الرد على الأزمة الحادة المرتبطة بانخفاض أسعار النفط الخام، قد سمح من إرساء الأسس للإصلاحات الاقتصادية التي كانت نتائجها مرضية.

أود بشكل خاص أن أشيد بالمساهمة الاستثنائية والحاسمة لشركائنا في التنمية، وفي مقدمتهم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية وبنك الأفريقي للتنمية على سبيل المثال لا الحصر.

بدعمهم، فقد ساهمت الجهود المنسقة للدول الأعضاء ومؤسسات المجموعة في الحفاظ على الاستقرار الداخلي والخارجي لعملتنا المشتركة وتوطيدها.

وكان هذا هو الهدف الأساسي للقمة الاستثنائية لمؤتمر رؤساء الدول التي عقدت في 24 ديسمبر 2016 بياوندي، عاصمة الكاميرون.

أصحاب الفخامة رؤساء الدول،

الضيوف الكرام،

على الرغم من هذا التقدم الكبير، لا يزال الوضع الاقتصادي في منطقتنا متأثر بضعف. ينبع هذا الضعف من ناحية، باستمرار التحديات الأمنية، ومن ناحية أخرى ، بظهور الأزمة الصحية العالمية الناجمة عن كوفيد 19 وكذلك انخفاض أسعار النفط وإنتاجه.

وفي هذا الصدد ، أود أن أشيد بجودة استجابة دولنا وإجراء الإصلاحات وبدعم جميع شركائنا. ومع ذلك، فإن السياق الحالي يتسم بعدم اليقين يستدعي كما في عام 2016  ردود فعل مناسبة ومنسقة وموحدة من جانبنا.

أيضًا  يجب أن تكون الاستراتيجية الجماعية لبرامج الإصلاح الجيل الثاني التي سنعتمدها موافقة مع التزاماتنا تجاه صندوق النقد الدولي.

إن تشاد متقدمة في هذا الشأن وتقدر دعم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنك الأفريقي للتنمية وخاصة فرنسا سواء فيما يتعلق بمكافحة كوفيد -19 وتقويم اقتصادنا وإعادة التفاوض بشأن ديوننا وفقًا للإطار المشترك لمجموعة العشرين.

على هذا النحو ، ينبغي أن تستند الركائز الأساسية لهذا الجيل الثاني للإصلاحات التي تهدف إلى تسريع النمو الاقتصادي والحد من الفقر إلى:

– أولاً ، فيما يتعلق بالقدرة التنافسية وجاذبية اقتصادنا وتحولها بهدف تحقيق نمو مستدام وشامل وأكثر تقنية وداعمًا للأعمال وخلق فرص العمل ، يجب التركيز على تحسين مناخ الأعمال والتصنيع وتطوير القطاع المالي و تعزيز التكامل الإقليمي؛

– ثانياً ، فيما يتعلق بإدارة القطاع والخدمات العامة ، تتم العملية من خلال تحسين إدارة الأموال العامة وشبه الحكومية  وزيادة الاستثمارات في قطاعات الطاقة الخضراء والمياه والزراعة والثروة الحيوانية.

– ثالثاِ، فيما يتعلق برأس المال البشري ، يتم من خلال تسريع برامج التطعيم ضد فيروس كورونا ، وفتح الاقتصاد، وتعزيز السياسات والعروض العامة في مجالات الصحة والتدريب والتعليم.

ومن أجل  ضمان النجاح الكامل لهذه المرحلة الثانية من استراتيجية المجموعة لإنهاء الأزمة  أحث  مرة أخرى الدول الأعضاء ومؤسسات المجموعة التي هي محاور تكاملنا – والذي أشيد بها – على الانخراط دون تأخير في الإصلاحات ذات الصلة.

بالنسبة لشركائنا التقنيين والماليين الذين كان دعمهم المتنوع حاسمًا ، ولا سيما المساعدات الطارئة ضد كوفيد 19، ومبادرات تعليق الديون والإعفاء وإنشاء الإطار المشترك لمجموعة العشرين والتخصيص العام لحقوق السحب الخاص بمستوى غير مسبوق ، أوصي بالآتي :

 منح المزيد من التمويل الكبير من أجل الانخراط في أفضل الظروف  والمحاربة الجادة للتخلف وما يترتب عليه من فقر وانعدام الأمن وبطالة الشباب وهجرتهم.

 توقع المرونة في تقييم تنفيذ البرامج الاقتصادية مع الأخذ في الاعتبار الوضع الأمني والاقتصاد الكلي في الإقليم والذي لا يزال هشًا.

نحن ندرك تمامًا الحاجة إلى إكمال البرامج الاقتصادية  من أجل التفكير بهدوء في ظهور اقتصادنا.

وبالطبع ستواصل الدول من جانبها في تنفيذ جميع التدابير الهادفة إلى تحسين جودة الإنفاق وتعبئة الموارد المحلية وتعزيز جميع قطاعات مناخ الأعمال من حيث العدالة والضرائب على حد سواء وكذا شروط تمويل القطاع الخاص وأنظمة التبادلات التجارية والتي حين يتم تطبيقها بصرامة ، يجب أن تكون أكثر طمأنة وفهمًا وتنافسية وقابلة للمقارنة مع أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال.

أصحاب الفخامة رؤساء الدول،

الضيوف الكرام،

إن الإصلاحات الهيكلية التي نقوم بتنفيذها صعبة للغاية. ومع ذلك ، في بيئة عالمية تنافسية بشكل متزايد ، تتسم بتكرار أزمات أكثر حادة بعضها البعض ، ليس لدينا ، نحن الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا ، خيارًا آخر سوى بناء المرونة على أساس التحول في اقتصادنا.

على المستوى الوطني ، اسمحوا لي الآن أن أناقش معكم بإيجاز حول تطور عملية الانتقال السياسي في تشاد.

دون أن استغرق وقتًا طويلاً ، يمكنني أن أؤكد لكم أننا نبذل قصارى جهدنا لضمان السلام والأمن في تشاد ، لقد فتحنا المجال السياسي ، وسمحنا بمسيرات سلمية ، وشكلنا حكومة مدنية تضم جميع القوى الحية للأمة ، مع الالتزام الصارم بالانتقال السياسي مدته 18 شهرًا.

وفي هذا السياق ، تم إطلاق الاستعدادات للحوار الوطني الشامل – المفتوح حتى على المعارضة السياسية العسكرية – مع إنشاء لجنة تحضيرية لهذا الحوار واعتماد خارطة طريق للحكومة التي ستسمح بتنظيم بطريقة توافقية وناجحة انتخابات حرة شفافة وشاملة في هذه الفترة الانتقالية.

للقيام بذلك ، يمكنني الاعتماد على دعم رؤساء دول المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا وشركائنا لدعم تشاد في هذا الانتقال.

أشكركم على حسن إصغائكم.