التشاديات والتشاديين

مواطني الأعزاء-

قبل بضعة أشهر، واجهت الكرة الأرضية بأكملها أزمة صحية خطيرة، وذلك بتسجيل حالات عدوى كل يوم من فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم.

إن تشاد المعافاة حتى ذلك الوقت بفضل التدابير المتخذة، قد سجلت في هذا التاريخ، ثلاث حالات إصابة من كوفيد 19.

أعلم أن هذا المرض ذي الانتشار السريع يقلقنا جميعًا. كما تعلمون، فإن فيروس كورونا هو مرض خطير يسبب أزمة تنفسية حادة يمكن أن تؤدي إلى الموت إذا لم يتم علاجها بشكل جيد.

ولهذا السبب، يجب علينا جميعًا أن نواجه الحالة بمسئولية لاحتواء الوباء بسرعة وبجدية.

وفي ديناميكية التعبئة للوقاية والرد السريع، تعمل لجنة اليقظة والأمن الصحي باستمرار وبالتعاون مع الفرق الطبية في الميدان ومع الشركاء.

تم وضع خطة احتمالية ومكافحة فيروس كورونا تقدر بـ 15 مليار فرنك سيفا، بفضل الدعم الفني لشركائنا. سيتم تمويلها من مواردنا الخاصة ومساهمة التضامن الدولي. وفي هذا الصدد، أنشأت صندوقا خاصا لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

كما تعلمون، قد تم بالفعل اتخاذ عدد من التدابير اللازمة، مثل إغلاق الحدود البرية وتعليق الرحلات الجوية باستثناء طائرات الشحن، لمنع دخول الكوفيد 19 في بلدنا.

وبعد التأكيد من حالة الإصابة الأولى، قررنا إغلاق جميع المدارس والجامعات العامة والخاصة، ودور  العبادة والحانات والمطاعم وجميع الأماكن التي قد يجمع عددًا كبيرًا من الناس والتي قد تساعد على انتشار الفيروس.

وإذا تطلب الأمر، سنتخذ تدابير أخرى أقوى تؤدي إلى الحجر التام.

مواطني الأعزاء ،

أعلم أنه بالإضافة إلى الشك الصحي الذي يحيط بنا، فإننا نواجه حالة أخرى مقلقة، وهي النتائج الاقتصادية والمالية التي قد تغير مجرى حياتنا اليومية.

يعاني العديد من رجال الأعمال وأصحاب المطاعم والحانات وتجار الآخرين من أضرار لا حصر لها بسبب التوقف الفجائي لأنشطتهم.

وفي هذه الأثناء، أتأسف على تصرف بعض التجار الجشعين الذين انتهزوا الفرصة لرفع أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل غير قانوني.

ومن الآن أطلب بكل حزم من الجهات المختصة ملاحقة وتقديم هؤلاء التجار للعدالة.

ويجب تكثيف عمليات مراقبة الأسعار في جميع أنحاء الأراضي الوطنية لوضع حد لهذه الممارسة التي لا تشرف القطاع الخاص.

مواطني الأعزاء ،

بما أننا نولي اهتماما بالغا للتداعيات الاقتصادية لهذا الوباء، فإن الحكومة تفكر بعمق من إغلاق المؤسسات التعليمية.

نحن نقدر بشكل كامل نتائج مكوث فترة طويلة في البيت بعيدا عن البرنامج الدراسي وتعزيز التعلم.

لهذا السبب، يرجى من الوزارات المعنية لتفكير ولاقتراح سيناريو واقعي ومكيف يسمح لأبنائنا إنهاء العام الدراسي في ظروف ملائمة عندما تتحسن الأوضاع.

أيها التشاديون وأيتها التشاديات؛

أوفياء لقسمهم وموهبتهم، فإن الأطباء والممرضين والمسعفين والمساعدين الطبيين ومسعفي الصليب الأحمر التشادي، وباختصار الهيئة الطبية بأكملها، يشاركون يوميًا من أجل ضمان الأمن الصحي للجميع.

أحيي هذه التضحية الوطنية البارزة التي تستحق امتنان الأمة بأكلها. وفي هذا الصدد، يجب علينا جميعًا أن نكون على مستوى التزام جميع الجهات الصحية الفاعلة من خلال تطبيق مختلف التدابير الموصى بها.

إنني أصر على القواعد المعتادة للنظافة وهي غسل اليدين الذي هو عبارة عن حركة بسيطة ولكنها ثمينة للغاية للوقاية من المرض.

وأيضا، يجب أن نتجنب مصافحة بعضنا البعض عند تحية بعضنا البعض وتعريض إخواننا وأخواتنا للعطس. كما يجب أن نحافظ دائمًا على مسافة أمان معينة في التبادلات الشخصية.

كل واحد منا يجب أن يكون حصنا ضد هذا الفيروس. ومن الواضح أن هذا هو واجب مطلق يستدعي مسؤولية فردية وجماعية.

وحول هذا الموضوع ، أتأسف باللامبالاة والحماقة الواضحة التي يقوم بعض الأشخاص حاليًا.

يجب علينا جميعًا أن نشارك بقوة في تعميم رسائل التوعية من أجل تغيير السلوك الذي طال انتظاره.

أحثكم على ترجمة رسائل الحماية والوقاية إلى لغاتنا الوطنية المختلفة للوصول إلى عدد كبير من المواطنين.

أن نهج التوعية والتواصل مهم للغاية في المرحلة الحالية من الكفاح، ولكن يجب القيام به بالمسؤولية الكاملة.

لسوء الحظ، نلاحظ أن الشبكات الاجتماعية، بدلاً من نشر المعلومات من مصادر جيدة وحقيقية وموثقة ، تنغمس في التضليل والتلاعب ، وبالتالي تثير الشك والذعر والهوس.

أحذر كل من يشارك في هذه الممارسة الإجرامية.

التشاديون والتشاديات ؛

مواطني الأعزاء

في مواجهة هذه الشدائد، يجب أن نكون يقظين ومنضبطين ومتضامنين وموحدين.

إنني مقتنع بأن الشعب التشادي الذي مر بالكثير من المصاعب سيكون بلا شك قادراً على التصدي لهذا الوباء.

فليبارك الله بلادنا تشاد.

تحيا الجمهورية.

اشكركم.