حملة الاستفتاء الدستوري : رئيس الجمهورية يلتقي مع الرؤساء والأمناء العامين للأحزاب السياسية وذلك في إطار التشاور حول الاستفتاء الدستوري المقرر إجراؤه في 17  ديسمبر 2023 المقبل.

بعد مرور عام على بدء المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية، وهي المرحلة التي ينبغي أن تقود إلى العودة للنظام الدستوري، وبعد أربع وعشرين ساعة من سحب رئيس الجمهورية بطاقة الناخب الإلكترونية التي تشكل خطوة أساسية في التصويت في الاستفتاء  الدستوري والاستحقاقات المقبلة، التقى اليوم  رئيس الفترة الانتقالية رئيس الجمهورية رأس الدولة الفريق اول محمد إدريس ديبي إتنو مع الرؤساء والأمناء العامين للأحزاب السياسية النشطة في الساحة التشادية.

ويشكل هذا اللقاء خطوة مهمة  للفترة الانتقالية الثانية من  تاريخ تشاد مع اقتراب موعد الاستفتاء الدستوري الذي سيحدد شكل الدولة.

وفي الخطاب الذي قدمه رئيس الجمهورية أمام قادة الأحزاب السياسية ، أشاد بالدور الفاعل الذي لعبته هذه الأحزاب في الحفاظ على المصلحة الوطنية منذ اللحظات الأولى وحتى الآن.

وبالحديث عن الاستفتاء الدستوري الذي يلوح في الأفق، لم يخفي رئيس الجمهورية  التحديات الجسيمة المنتظرة التي تتطلب المشاركة الفاعلة للأحزاب السياسية في توعية المواطن للمساهمة في الإدلاء بصوته بكل حرية في عملية الاستفتاء من اجل اعادة بناء تشاد الجديدة.

 وأكد الفريق اول محمد إدريس ديبي إتنو مدى قدرة استثمار الطبقة السياسية في ضمان ترجمة قرارات الحوار الوطني الشامل والسيادي  إلى أفعال وفقًا للجدول الزمني المخطط له.

ومن ضمن هذه القرارات الاهتمام الكبير الذي يدل على المشاركة النشطة والفعالة والديناميكية للأحزاب السياسية في عمليات مراجعة السجل الانتخابي داخل الوطن وخارجه.

وأفاد رئيس الجمهورية  أن نتيجة التسجيل تشير إلى أن النسبة قد وصلت إلى أكثر من 150% هو انتصار للجنة الوطنية المكلفة بتنظيم الاستفتاء الدستوري  والشعب التشادي، ولكنه أيضًا وقبل كل شيء انتصار للأحزاب السياسية.

 وفي هذا الصدد، هنأ بحرارة الطبقة السياسية برمتها وهيكلها المشترك، المتمثل في الإطار الوطني للحوار السياسي، الذي يؤدي دوره على أكمل وجه، وهو تشجيع للعمليات الانتخابية.

ووفقا لقائمة الأحزاب السياسية المسجلة قانونيا، هناك 268 حزبا سياسيا نشطا، 217 منها تشكل جزءا من الإطار الوطني للحوار السياسي.

وأكد رئيس الجمهورية ميلاد أكثر من 50 حزبًا سياسيًا منذ بداية المرحلة الانتقالية ، بعضها  لعسكرين سياسيين سابقين، ويعد هذا رمزا لانتشار الأفكار السياسية في البلاد والرغبة المعلنة لدى السياسيين والعسكريين السابقين في اختيار الديمقراطية وليس السلاح كوسيلة  للوصول إلى السلطة.

وجدد الفريق اول محمد إدريس ديبي إتنو التزامه بالحياد فيما يتعلق بمشروع  القانون الأساسي، وعدم  تدخله بشكل مباشر أو غير مباشر في هذه العملية لكنه يبقى ضامنا لحقوق التصويت إذا جرت في أجواء حرة وديمقراطية وشفافة وذات مصداقية تامة، حيث احترام خيار الشعب.

وفي ختام كلمته أعرب عن شكره لرؤساء دول المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا الذين اتخذوا خطوة بناءة من خلال تشكيل فريق الوساطة والتسهيل.

كما حيا الجهود التي بذلها فيليكس تشيسكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، الذي لم يدخر جهدا في دعم تقدم المرحلة الانتقالية في تشاد لاسيما التوقيع على اتفاقية كينشاسا ودخولها حيز التنفيذ وبفضلها عاد  رئيس حزب المحولون إلى البلاد لتعزيز ديناميكية المصالحة.

 وأشار إلى ان المرحلة الانتقالية في تشاد، مقارنة بالمراحل الانتقالية التي تشهدها البلدان التي تمر بنفس التجربة السياسية، نموذجاً يستشهد به الكثيرون.

وأعطى رئيس الجمهورية توجيهات للحكومة بتقديم الدعم المالي للأحزاب السياسية حتى تتمكن من المشاركة في الحملات الانتخابية المقبلة.