جولة وطنية : رئيس الجمهورية يعقد اليوم ٤ سبتمبر ٢٠٢٣م لقاءا مع القوى الفاعلة بمدينة بول حاضرة ولاية البحيرة المحطة التاسعة عشرة في جولته داخل ولايات البلاد.

ليست ولاية البحيرة بمعزل عن ولايات البلاد الأخرى التي زارها رئيس الجمهورية في جولته الوطنية من حيث تطلعات السكان إلى الإصلاح والتنمية.

وتعد زيارة رئيس الجمهورية للولاية سانحة لفهم مطالب السكان بشكل أفضل وإيجاد حلول للمشاكل الأكثر شيوعا.

وقد عقد رئيس الفترة الانتقالية الفريق أول محمد إدريس ديبي إتنو اليوم لقاءا مع القوى الفاعلة لمناقشة القضايا التي تهم مسيرة التنمية في الولاية.

استهل اللقاء حاكم ولاية البحيرة اللواء جبريل راتو قودي باسم كافة السلطات المدنية والعسكرية، وجميع السكان، وبالأصالة عن نفسه ، أعرب عن امتنان سكان البحيرة  العميق لرئيس الجمهورية لاهتمامه بالولاية كما يتضح ذلك من إنشاء الحكومة مؤخرًا، تحت القيادة العليا، اللجنة الوطنية لتوجيه استراتيجية الخروج من  أزمة الإرهاب في ولاية البحيرة.

 كما وصف دعم الولاية لرئيس الجمهورية بالأمر المسلم به بالفعل.

واكد الحاكم أن الولاية على الرغم من مواردها الهائلة، تواجه مجموعة من التحديات في السنوات الأخيرة، وأكثرها إلحاحًا :

تحديات التغيرات المناخية، النزاعات داخل المجتمع وخارجه، التنمية المحلية، والتحديات الأمنية المرتبطة بالمجتمعات المحلية جراء الأعمال الضارة لجماعة بوكو حرام.

وانتهز اللواء جبريل راتو السانحة ليقدم مجموعة من مطالب سكان الولاية لرئيس الجمهورية.  

وقال رئيس الجمهورية في خطابه إن تشاد قد قطعت اليوم نصف الطريق تقريبا في المرحلة الثانية من الانتقال السياسي المتمخض عن  الإرادة الشعبية إبان الحوار الوطني الشامل والسيادي.

واصفا مرحلة  الفترة الانتقالية  الثانية بالخطوة الحاسمة بالنسبة للبلاد ، حيث أتاحت إطلاق مشروع إصلاحي ضخم تحققت من خلاله انجازات  ساهمت في ترسيخ الاستقرار السياسي وتعزيز الديمقراطية عبر   مختلف المشاورات وتحسين الحكم.

مذكرا أن القائمة الطويلة من القوانين والقرارات التنفيذية والنصوص المتخذة بكافة أنواعها ، قادت إلى مرحلة تنظيم عملية مراجعة السجل الانتخابي الذي يشمل كامل التراب الوطني.

وفي هذا الصدد، دعا سكان البحيرة إلى ممارسة حقوقهم المدنية والتعبير عن آراءهم  عبر الالتزام بالعملية الحالية.

وأشار الفريق اول محمد إدريس ديبي إتنو الى مسألة الأمن في الولاية وتعزيز النظام الأمني ​​من أجل مكافحة الإرهاب بشكل أفضل والحرب غير المتكافئة التي فرضتها قوى الشر حيث كانت النتائج مشجعة بعد عام واحد نتيجة للإستراتيجية الفاعلة لجهود قوات الدفاع والأمن والسكان المحليين وكذلك منتدى التوعية الذي نظمه المسؤولون الإقليميون مؤخرا.

وأكد أن قدرات العمل لدى بوكو حرام قد انخفضت. ولكن التهديد لا يزال قائما، ولا تزال هناك بقايا مكونة من قطاع الطرق واللصوص ومحتجزي الرهائن للحصول على فدية. إنهم يشكلون مجموعات صغيرة تعمل في الجزر عند حلول الظلام، لذلك يجب على السكان تعزيز المكاسب الأمنية من خلال زيادة الوعي واليقظة.

وحذر رئيس الجمهورية من التوترات والصراعات الداخلية بين الأهالي والمسؤولين التنفيذيين في الولاية لا سيما النزاعات التي تنشأ حول مسائل المشيخة التقليدية وما يتعلق بالأراضي حيث تؤثر هذه الصراعات على المناخ الاجتماعي خاصة في محافظة ممدي.

وفي هذه النقطة، استنكر رئيس الجمهورية ما يشوب النظام القضائي الذي عجز عن اتخاذ قرار منذ ما يقرب من عشر سنوات.

وحث مختلف الأطراف على إدراك أن الأرض من حيث المبدأ ملكا للدولة.

ومن اجل مواجهة هذا الوضع، طلب من الحاكم أن يتحمل جميع مسؤولياته لإيجاد حل دائم بسرعة فيما يتعلق بالأراضي الزراعية المتاخمة للبحيرة.

وفي نفس السياق، أعلن رفع الإجراء الذي يحظر استغلال أراضي كينجيرا، ومن يتحدى سلطة الدولة في هذا الصدد يجب أن يواجه قوة القانون.

وصرح رئيس الجمهورية أنه  تبادل ليلة البارحة طويلا مع الزعماء التقليديين وتوصلو إلى الصلح بينهم ونبذ خلافاتهم جانبا.

وردا على مطالب سكان الولاية أشار رئيس الفترة الانتقالي الى تأخر مشاريع بناء الطريق العابر للصحراء، وخاصة سفلتة طريق نغوري- بول، بسبب عدم قدرة الشركة المنفذة للمشروع على الوفاء بالتزاماتها على الرغم من صرف الأموال من قبل الجهات المانحة.

وطلب من الحكومة المضي قدماً في إنهاء العقد بسبب  هذا العجز وإعادة إطلاق عملية الدعوة لتقديم العطاءات لتوظيف الشركات المختصة الموجودة في تشاد.

كما يجب على الحكومة أن تعمل على استكمال  بناء مدرسة بول الثانوية الحديثة وكلية التعليم العام والمدرسة البلدية وملعب بول والمكاتب ومقر إقامة الوالي.

وينطبق الشيء نفسه على المراكز الصحية الأربعة عشر في مقاطعة ممدي وخمسة مراكز صحية أخرى في مقاطعة وايي في نغوري وخمسة في مقاطعة كايا.

وأعلن عن إعادة إطلاق بناء مدارس متوسطة وثانوية. كما أمر بإعادة توزيع أعضاء هيئة التدريس وإنشاء هياكل مدرسية في مناطق الجزر.

وسيتم إطلاق استصلاح عمل  طرق  دوم دوم – إسيروم، وكولوديا – دوم دوم.

ومسكوري – توربا و مساقط – نغيتو ، وكذلك التطلع الى مشروع سفلتة طريق لوا- رقرق وبناء المستشفى الولائي لمدينة بول.

واختتم رئيس الجمهورية خطابه بالتشديد على تغيير السلوك والعمل على  ضمان أمن وسلام البلد والعودة إلى طبيعته الدستورية على أسس متينة.