جولة وطنية : رئيس الجمهورية الفريق أول محمد إدريس ديبي إتنو يلتقي عصر اليوم السبت ٢٦ أغسطس ٢٠٢٣ بالقوى الحية في مدينة برداي

إستأنف رئيس الجمهورية الفريق أول محمد إدريس ديبي إتنو جولته الوطنية الداخلية بوصوله إلى مدينة برداي حاضرة ولاية تبستي لتشكل المحطة السادسة عشرة في إطار هذه الجولة الوطنية

وقد التقى رئيس الجمهورية بعد ساعات من وصوله بالقوى الحية في الولاية.

لقاء يسمح لرئيس الجمهورية باستكشاف الولاية عن كثب والتواصل مع المواطنين ومناقشة وبحث مجمل القضايا والتحديات التي تعيق التنمية  الاقتصادية والاجتماعية .

تناول ناصية الحديث في هذا اللقاء حاكم ولاية تبستي محمد توشي شيدي الذي رحب برئيس الجمهورية وقدم الحاكم عددا من المطالب باسم القوى الحية  والتي لخصها في النقص في عدد مرافق التنمية  الاجتماعية ، الصحية والتعليمية والبنية التحتية والمياه.

اما رئيس الجمهورية فقد أشاد بالسلام السائد في تبستي والذي جاء بعد سنوات من الحروب التي عاشتها الولاية٠ وكبدت ابناءها الكثير من الخسائر.

وحثهم على الحفاظ على السلام الدائم والتوجه نحو تنمية وازدهار الولاية بعيدا عن الذكريات الأليمة التي اودت بحياة الكثير من المواطنين جراء الحروب والصراعات المختلفة سواء في جبال تبستي أو في مواقع التنقيب عن الذهب.

وأوضح رئيس الجمهورية أن زيارته للولاية  تعتبر فرصة للاستماع إلى مخاوفهم  واحتياجاتهم  والوقوف شخصيا على واقعهم من اجل بناء مستقبل أفضل لكل مواطن في تيبستي وفي تشاد ككل.

مؤكدا  قناعته الراسخة بأن مشاركة المواطنين هي الركيزة الأساسية لتنمية البلاد ، وان التكامل هو الركيزة الأقوى.

 وحث كل واحد على أن يلعب دوره بمسؤولية في هذا المصير المشترك وتبادل الأفكار والخبرات للتغلب على تحديات المرحلة الانتقالية تحت شعار الوحدة والشمولية.

وأشار رئيس الجمهورية إلى أن تشاد بشكل عام وولاية تيبستي بشكل خاص تطفو على محيط حقيقي من الموارد الثمينة ،  ويجب استغلال هذه الثروة من أجل تسريع عملية التنمية  الاجتماعية والاقتصادية للبلاد.

كما ركز رئيس الجمهورية في خطابه على قيم التعايش السلمي والعيش المشترك في ظل التنوع الثقافي والعرقي والديني باعتبارها ثروة لا تقدر بثمن.

ودعا إلى الحفاظ على هذه القيم والاحتفاء بها من خلال احترام الاختلافات والتنوع وتعزيز النسيج الاجتماعي في البلاد.

وشدد رئيس الجمهورية أن لكل تشادي الحق في أن يستقر في أي مكان في تشاد. وبنفس الطريقة التي يحق لمواطن من  أوزو العيش في أقصى جنوب تشاد ، فيجب أن يشعر التشاديون من جميع المناطق عندما يأتون إلى تبستي وكأنهم في وطنهم ، وينبغي أن يكونوا موضع ترحيب في هذه الولاية الشاسعة.

مشيرا إلى أن التوجه الكبير نحو تيبستي خلال السنوات الاخيرة يمثل بداية عصر جديد في التنمية الاقتصادية والصناعية للولاية.

لذلك، لا بد من وقف أعمال التعذيب والوحشية التي يمارسها البعض بحق المواطنين الأبرياء، لأن هذه الهمجية التي تمارسها الأقلية تشوه صورة الولاية بأكملها.

ومن جانبها أيضا على الحكومة أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال اللاإنسانية، وأن تلاحق المسؤولين وتقدمهم إلى العدالة.

وفي هذا الصدد دعا الزعماء الدينيين والشيوخ التقليديين إلى توعية السكان ومساعدة السلطات الإقليمية على القضاء على هذه الظاهرة.

وباعتبارها ولاية منتجة للذهب، فإن ولاية تبستي يجب أن تستفيد من حصتها الكاملة  لكي تشهد الولاية نموا في كافة المجالات الحيوية ، وهذا حق مشروع للولاية وسكانها الكادحين الذين يواجهون ظروفاً معيشية صعبة.

وذكرهم رئيس الجمهورية بزيارته التاريخية إلى كوري بوقودي  في العام الماضي ونتائجها التي أدت إلى وضع حد للصراعات التي كانت تعصف بالولاية  وتأمين مواقع التنقيب بهدف وضع آليات للتعدين القانوني.

وأكد أنه بعد زيارته التقييمية للوضع الأمني ​​والوقوف على فعالية الإجراءات المتخذة ، فانه يؤكد لهم ان سلطة الدولة التي كانت غائبة في الماضي صارت اليوم مفروضة بالكامل على المنطقة.

وباعتبار ولاية تبستي منطقة حدودية مع ليبيا والنيجر، فإنها تتطلب المزيد من اليقظة، لذلك فإن  للقوى الحية في تيبستي دور أساسي تلعبه في مساعدة قوات الدفاع والأمن من أجل إتمام مهمتها المتمثلة في تأمين الحدود وحماية الأشخاص والممتلكات.

وردا على مطالب الولاية التي عبر عنها الحاكم فقد، اكد رئيس الجمهورية أن تنمية الإقليم تمر عبر تطوير شبكة الطرق لذلك فقد تمت الموافقة مؤخرا على مشروع تطوير وصيانة الطريق الذي يربط زواركيه – برداي بطول ٢٠٠ كلم.

كما سيتم إستئناف  مشاريع البنية التحتية المدرسية ، الاجتماعية ، الصحية والإدارية التي كانت متوقفة.

ففي هذا الإطار تم تكليف وزير الصحة العامة والوقاية بمتابعة وضعية تنفيذ كافة الاستثمارات المتعلقة بالبنية التحتية والتجهيزات الصحية بالولاية خاصة :

بناء مستشفى برداي الولائي؛

بناء مستشفى في أورموقيه؛

بناء  ثلاث مراكز صحية في كل من أوزو، ووردي وكوري؛

وإنشاء مركزين صحيين في زومري وور.

أما بالنسبة لإمدادات الطاقة، فمن المقرر إنشاء محطة إنتاجية بقدرة واحد ميجا بالطاقة الشمسية.

وفي مجال المياه، ستشرع الحكومة في إنشاء خزان للمياه بسعة ٥٠٠ م٣ مجهز بشبكة توزيع بطول ٢٠ كلم لمدينة برداي وخزان  بسعة ٥٠٠ م٣ مع شبكة توزيع بطول ١٥ كلم لمدينة زوار.

أما فيما يتعلق بالتعدين في مواقع الذهب بالولاية، فقد اكد رئيس الجمهورية انها تسير وفق برنامج الحكومة بناء على تعليماتنا التالية :

 فتح مواقع التنقيب عن الذهب؛

 إحصاء عمال المناجم مع إصدار بطاقات عمال المناجم؛

 تحديد ممرات التنقيب عن الذهب؛

 الإنشاء التدريجي لفرقة التعدين لتأمين المواقع التعدينية؛

 تشجيع مجموعات أو شركات التعدين المحلية على  التقليل والحد الصراعات؛

فتح ومراكز شراء؛

تخصيص ٥% من الإيرادات للولاية المنتجة.

 وأشار رئيس الجمهورية إلى أن تطوير قطاع التعدين سيساهم بشكل فعال في إنعاش الاقتصاد المحلي والوطني، لأن فتح منجم مفتوح أو تحت الأرض يمكن أن يولد الكثير من الأنشطة التي تخلق فرص العمل، كما أن المواد المصدرة ستجلب إيرادات إضافية إلى الولاية.

وذكرهم رئيس الجمهورية أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية في سياق إقليمي يتسم بالاضطرابات لذلك دعاهم إلي نبذ الخلافات جانبا والعمل كرجل واحد للتصدي للتحديات الأمنية التي تحيط بالبلاد والعمل على تشكيل مستقبل أفضل لولاية تبستي بشكل خاص وتشاد بشكل عام.