رئيس الجمهورية يعقد لقاءا مع القوى الحية لمدينة باقسوله – بإقليم البحيرة

شهدت منطقة حوض بحيرة تشاد والساحل ارتفاعا في معدل العنف الإرهابي في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الهجمات المدمرة ضد المدنيين العزل .

وقد بدأت جماعة بوكو حرام في انتهاج خطة جديدة تمارس من خلالها خطف المدنيين وطلب الفدية.

كما تعاني النساء في تلك المناطق من ارتفاع معدل الممارسات الضارة، كالزواج  القسري المبكر، وزيادة تجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة التي تضعف كل يوم ، نتيجة لجهود الحكومة التشادية التي باشرت في محاربة الإرهاب منذ وقت مبكر.

وفي الوقت الذي تواجه فيه الحكومة تحديات كبيرة في مختلف المجالات ، إلا أن تحدي مكافحة الإرهاب في منطقة بحيرة تشاد ما زال مستمرا ويشكل تحديا حقيقيا.

ورغم قلة الإمكانيات وغياب مساعدة المجتمع الدولي لتشاد، الا أن الحكومة التشادية  ماضية بخطى ثابتة في مكافحتها للجماعات المارقة ، الأمر الذي دفع رئيس الفترة الانتقالية رئيس الجمهورية رأس الدولة الفريق محمد إدريس ديبي اتنو الى القيام بزيارة إلى مدينة بقاسوله لعقد لقاء مع القوى الحية في المنطقة.

هذا اللقاء جمع رئيس الجمهورية مع المسئولين العسكريين والأمنيين  فضلا عن الإداريين وأعيان المنطقة وسلاطينها وشيوخها التقليديين وشبابها والتجمعات النسائية والمرأة . إنه إقليم البحيرة بجميع أطيافه في شكله المصغر .

اللقاء بدأ بكلمة حاكم إقليم البحيرة ادم مصطفي إبراهيمي الذي أكد على ضرورة التلاحم بين أبناء الإقليم وأخذ الحيطة والحذر.

وشكر فخامة رئيس الجمهورية على تفانيه اللامحدود في مساعيه الى استتباب الأمن والاهتمام بإقليم البحيرة وسكانها واصفا  الزيارة بالعظيمة والتاريخية.

وأكد إبراهيمي  أن جماعة بوكو حرام قد ضعفت ، وهذا بفضل الجهود الشجاعة المبذولة من قبل القوات المسلحة الوطنية التشادية.

وباعتباره أحد أبناء الإقليم ، قدم وزير الوظيفة العامة السيد عبد الله امبودو بامي مطالب سكان الإقليم التنموية لفخامة رئيس الجمهورية ، حيث شرح في كلمته  مطالب ابناء الإقليم التي يأملون في تحقيقها .

وبعد ذلك قدم ممثل الشباب في المنطقة كلمة ضافية طلب من خلالها من فخامة رئيس الجمهورية ضرورة تطبيق الحكومة ما جاء في بنود مطالب الإقليم .

ممثلة الجمعيات النسائية بمدينة بقاسوله لم تطل في كلمتها، فقد اكتفت بحث الجميع علي ضرورة الوحدة والتلاحم من أجل تنمية الإقليم ودحر الإرهاب والعمل معا مع فخامة رئيس الجمهورية حتي تتحقق التنمية الشاملة في إقليم البحيرة.

رسالة فخامة رئيس الجمهورية الفريق محمد إدريس ديبي اتنو كانت واضحة وصريحة وهي  اليقظة واخذ الحيطة والحذر وتحمل المسئولية وغرس روح حب الوطن والسلام من أجل تشاد آمنة ، مستقرة وموحدة.

كما قدم فخامته سردا مفصلا بالفرنسية والعربية شرح فيه مراحل الفترة الانتقالية السابقة ، والتي شهدت الحوار الوطني الشامل والسيادي. وشرح أيضا ميثاق الفترة الانتقالية الحالية.

كما أكد على إكمال المشاريع التنموية القائمة مع العمل على تطوير التعليم والصحة وترقية المرأة والشباب وتكثيف الجهود الأمنية في المنطقة .

وتعهد بزيادة عدد القوات المسلحة في المنطقة  ب٦٠٠ من عناصر الجيش إضافة إلى القوات السابقة التي قوامها ٩٠٠٠ رجلا  .

رئيس الفترة الانتقالية رئيس الجمهورية رأس الدولة شدد في كلمته أيضا على ضرورة تعاون السلطات التقليدية مع الحكومة من أجل بسط الأمن حتى يعم الإقليم السلام.

وقال إن عدم التعاون المستمر بين الجيش والشعب لا يؤدي الى تحقيق السلام ، وأن جماعة بوكو حرام الإرهابية قد ضعفت، وهذا غير كافي يجب أن نغير استراتيجياتنا من أجل التكامل لأن المشكلة تظل  شأن الجميع.

إن الزيارة التي يقوم بها رئيس الجمهورية الى مدينة بقاسوله حاضرة مقاطعة كايا بإقليم البحيرة  أزالت بعض الشكوك التي كانت مخيمة علي سماء البحيرة وطمأنت السكان القلقين على مستقبل اجيالهم ومنطقتهم ، لأن الوقت قد حان للعمل والازدهار والتلاحم بين أبناء الإقليم وتنميته .