كلمة فخامة الفريق محمد إدريس ديبي إتنو ، رئيس الفترة الانتقالية ، رئيس الجمهورية رأس الدولة.

فخامة السيد محمدو بخاري رئيس جمهورية نيجيريا الفدرالية ؛

– السيد رئيس جمهورية النيجر ممثلا للرئيس محمد بازوم؛

– معالي الوزراء الذين يمثلون دول السودان، جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية؛

– السيد المبعوث الخاص لإفريقيا لمنظمة المؤتمر الإسلامي ممثلا للأمين العام؛

– السيد الأمين التنفيذي لتجمع دول الساحل والصحراء؛

– السيد رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول أفريقيا المركزية؛

– السيدة نائبة رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية والنقدية لدول وسط افريقيا؛

– السيد المبعوث الخاص للجنة حوض بحيرة تشاد ؛  

– السيد رئيس المجلس الوطني الانتقالي.

 – السيد رئيس المجلس الوطني  الانتقالي.

– السيد رئيس وزراء الحكومة الانتقالية ؛

 – السيدات والسادة رؤساء المؤسسات الكبرى.

 – السيدات والسادة الوزراء ،

 – السيدات والسادة أعضاء المجلس الوطني الانتقالي.

 – أصحاب السعادة ، السيدات والسادة ، ممثلو السلك الدبلوماسي والمنظمات الدولية.

 – الضباط وكبار الضباط في قوات الدفاع والأمن.

 – السيدات والسادة الرؤساء والأمناء العامون للأحزاب السياسية.

 – السيدات والسادة قادة جمعيات المجتمع المدني.

 – السادة الزعماء التقليديون ؛

 – السادة رجال الدين ؛

 – الضيوف الكرام .

 –          السيدات والسادة ؛

 – أبناء الوطن الأعزاء.

 أقف أمامكم اليوم بكل شرف وكرامة ولكن أيضًا بحس من التواضع أمام المهمة التي تنتظرنا.

 اسمحوا لي قبل كل شيء أن أشكر الله  العلي القدير على الحفاظ على مكانة بلدنا وتوجيه خطواتنا في قيادة المرحلة الأولى من الفترة الانتقالية .

في هذا الصباح ، أنا والشعب التشادي بشكل خاص يشرفنا ويسعدنا  وجود شخصيات مرموقة جاءوا من مختلف مناحي الحياة ليشهدوا هذه اللحظة التاريخية. 

إن حضوركم الرائع في هذا الحفل يشهد على  أواصر الصداقة والأخوة والتضامن المتميزة التي تربط التشاديين مع جميع إخوانهم وأصدقائهم في القارة ومع شعوب بقية العالم.

وفي الوقت الذي تقترب فيه المهمة الوطنية الكبيرة  للمجلس العسكري الانتقالي من نهايتها، وفقا لتوصيات الحوار الوطني الشامل والسيادي، أود أن أعرب، باسم الشعب التشادي، عن خالص شكري لأعضاء المجلس العسكري الانتقالي.

 ويعود  الفضل  لهذا الانتقال التوافقي والشامل الذي يقترب من نهايته إلى جميع الهيئات الانتقالية التي تمكنت من تقييم الرهانات وسخرت نفسها للخدمة الخاصة للبلاد.

 نرجو أن يتقبلوا منا التعبيرعن امتناننا للعمل الذي أنجزوه في ظروف صعبة للغاية أحيانًا.

 كما أنه المكان المناسب للتعبير عن امتناني للمجتمع الوطني بأسره الذي سمح دعمه وتضحياته وإحساسه بالواجب الوطني لبلدنا من التقدم السلمي والسير بهدوء.

إن صدمة وفاة  مشير تشاد (رحمه الله ) كانت قاسية،  لكن شعبنا الباسل استطاع أن يتحمل ويقاوم هذه اللحظة المؤلمة بكرامة.  شعب تشاد ، أحيي شجاعة الشعب التشادي  وقوة تحمله!

السيدات  والسادة ؛

 المدعوون الكرام ؛

 لا يسعني إلا أن أدعوكم لإلقاء نظرة على المسار الديمقراطي الذي سلكته بلادنا على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية للوصول إلى المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية  من خلال الحوار الوطني الشامل والسيادي.

 وقد سمحت هذه المرحلة الأولى من الفترة الانتقالية بضمان استمرارية الدولة ، وضمان السلام والهدوء وأمن السكان ، والحفاظ على كامل التراب الوطني لبلادنا تشاد السلامة  زدوالحفاظ على السيادة الدولية لجمهورية تشاد.

والخطوة  الحاسمة الأخرى في هذه الفترة الانتقالية هي تنظيم الحوار الوطني الشامل والسيادي الذي شارك فسه السياسيين العسكريين والتشاديين المغتربين وجميع القوى الحية للبلاد الذين ناقش جميع مشكلات تشاد بدون استثناء.

 بكل سيادية وحرية،  قررت هذه الجلسات أن تدفع  بلادنا بمرحلة انتقالية ثانية مدتها 24 شهرًا.مما يؤكد نجاح هذه المرحلة الأولى من الفترة  الانتقالية

 وبفس روح التوافق والحوار والشفافية ،  ستقود المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية الى المساهمة في تعزيز وتقوية  ديمقراطيتنا.

المدعوون الكرام  ؛

 السيدات والسادة ؛

 أبناء الوطن الأعزاء.

 بعد نحاحنا في الرهان على التنظيم الفعال للحوار الوطني الشامل والسيادي ، نبدأ الآن مرحلة جديدة في المسيرة الديمقراطية لبلدنا.

 أود ، من أعماق قلبي ، أن أعبر عن امتناني الأبدي للقوى الحية للأمة التي كلفتني ، بعد نقاشات غنية ومثمرة ومتناقضة ، بهذه المهمة الثقيلة  والجليلة ، وهي قيادة هذه المرحلة الجديدة من المرحلة الانتقالية السياسية. واقدر حجم  هذه المسؤولية الكبرى وثقل هذه الثقة.

أنها أكثر من مجرد مهمة  عهدتم بها إليّ ، إنها مهمة مقدمة بالنسبة لي .  وفي هذا الصدد ، أود أن أؤكد لكم على التزامي بالعمل، دون ملل حتى   أكون جديراً لذلك.

 وسأكرس نفسي للعمل من أجل وطني وشعبي ولن أخون هذه الثقة.

أبناء وطني الأعزاء ؛

 إن المرحلة الانتقالية  الثانية التي تبدأ ستكون مكرسة بالكامل لتنفيذ نتائج الحوار الوطني الشامل والسيادي وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

 حكومة ستعمل من أجل عودة النظام الدستوري والتنمية البشرية.

 إن توصيات الحوار الوطني الشامل والسيادي هي بمثابة دفتر مهام لكل ما تقوم به الحكومة وما أقوم به انا شخصيا  وسيكون خط مسيرتي وموضع اهتمامي خلال الفترة الانتقالية.

 كما أشرت قبل لحظة ، إن القسم أقوى من أي شيء . و في هذا الصدد ، سأسعى شخصيا ، ليل نهار ،  لتطبيق ما ورد في دفتر المهام.

 علاوة على ذلك ، فإن الوقت ينفد وها نحن قد بدأنا بالفعل .  في الفترة  الانتقالية وبدأ العد التنازلي.

 إن دفتر المهام لم يكن فقط سلسلة من الامنيات  بل هو يشير بطريقة واضحة  ومفصلة للأنشطة، والإجراءات التي يتعين تنفيذها لتشاد اليوم وتشاد الغد.  تشاد التي  نريدها!

 ولهذا فإن حكومة الوحدة الوطنية التي سيتم تشكيلها في الأيام القليلة القادمة ستعمل بكل طاقاتها لضمان عدم تغيير إرادة الشعب التشادي بأي شكل كان.

 وستكون المهمة سياسية بشكل كبير ، لكن رفاهية شعبنا ستكون محور هذا العمل السياسي.

 وأذكّر بإلحاح مطلق إجراء الاستفتاء الدستوري في أسرع وقت ممكن ، والذي من شأنه أن يحسم مسألة شكل الدولة.

 كما، سيتم تنظيم الانتخابات في جو من الشفافية والهدوء للسماح للتشاديين والتشاديات بإنهاء المرحلة الانتقالية وضمان العودة إلى النظام الدستوري.

 ومن اجل لإسراع في  العمل ، سيتم إنشاء لجنة للمتابعة والتقييم ، بحيث يتم تنفيذ جميع المداولات الجماعية بطريقة عملية وصادقة ووفقًا للإجماع الذي تم التوصل إليه. ووسأسعى شخصيا للإعتناء بذلك.

أبناء وطني الأعزاء ؛

 أثناء العمل من أجل العودة إلى النظام الدستوري ، ستعمل حكومة الوحدة الوطنية على الاستجابة للأولويات والتوقعات المشروعة لشعوبنا.

 وسيحتل الأمن الداخلي مكانة كبيرة  في عمل الحكومة لوضع حد للصراعات بين المجتمعات المحلية وظاهرة قطاع الطرق الذين ما زالوا يحزنون  العائلات التشادية.

 وسنولى اهتماما خاصا للعدالة ، التي تشكل حصنا للعيش المشترك وهي مصدر قلق لكثير من التشاديين.

 كما ستسعى حكومة الوحدة الوطنية جاهدة لمواجهة التحديات الرئيسية على وجه السرعة فيما يتعلق بالحصول على مياه الشرب، الطاقة ،  الرعاية الصحية الأساسية ، و التعليم الجيد ،  الوظائف اللائقة ، الأمن الغذائي ، وتوفير البنية التحتية للطرق.

 وحول هذه النقطة الأخيرة ، سيتم إعادة إطلاق جميع المشاريع المتوقفة ، خاصة الطرق ، من أجل فتح مناطقنا.

 وبالنسبة لعاصمتنا فلن تنسى أبدا .  ومن المقرر ، خلال هذه الفترة الانتقالية  ستتم سفلتة 75 كم من الطرق الحضرية وأعمال تصريف المياه الرئيسية من أجل تخفيف معاناة المواطنين في موسم الأمطار.

 وتتجه قلوبنا في هذه اللحظة الحاسمة  إلى إخواننا المواطنين الذين يواجهون الفيضانات الناتجة عن تغير المناخ.

 يجب أن تكون مكافحة هذه الكارثة أولوية الحكومة المقبلة ، و تواصل العمل الذي أنجز بالفعل في هذا الاتجاه.

 كما ، ستبذل حكومة الوحدة الوطنية قصارى جهدها لتحسين ظروف الحصول على مياه الشرب والطاقة.

و بحلول يناير 2023 ، سيتم مضاعفة إنتاج الطاقة في مدينة أنجمينا ثلاث مرات ، وفقًا لخطة الحصول على الطاقة ، مما يؤدي الى تلبية الاحتياجات الحالية وكذلك احتياجات السنوات القادمة.

 كما سنواصل العمل من أجل توفير  الكهرباء وتوسيع شبكات التوزيع في جميع المدن الرئيسية بالمحافظات.  وستعطى الأولوية للطاقات المتجددة.

 وسيتم تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية لإمدادات المياه في كامل التراب الوطني.

 وسأحرص على أن تسرع الحكومة في تنفيذ السياسة الوطنية لتوفير فرص عمل للشباب.  وتحقيقا لهذه الغاية ، سيتم اتخاذ الإجراءات التالية:

 – تنفيذ استراتيجية طموحة لتطوير الرياضة والترفيه.

 – تعزيز روح المبادرة لدى الشباب ودعم الابتكار.

– بناء مراكز متعددة الوظائف في جميع المحافظات من أجل تنميتها ؛

 – متابعة انخراط الشباب في إدارة الشؤون العامة.

 كما سيكون الأمن والسيادية  الغذائية  في صميم أولويات الحكومة حيث سيتم وضع خطة دعم واسعة لقطاعي الزراعة والثروة الحيوانية لدعم المنتجين من أجل إنتاج توفير الغذاء لجميع التشاديين من خلال أراضينا وثروتنا الحيوانية .

 إن تشاد الجديدة ، التي اتجهت بعزم نحو التقدم والحداثة ، أصبحت في متناول أيدينا لأن لدينا كل المسلتزمات  والإمكانات اللازمة. لدينا بلد واسع وغني للغاية. بلد غني بالسكان يتألف بشكل رئيسي من الشباب والنساء.

 إن هذا الرأس المالي والبشري مليء بالعبقرية والمهارة والذكاء والديناميكية.  فهو فقط يريد النما،.

 لقد حان ذلك اليوم . ويحرص كل من قطاعنا الخاص وإداراتنا على إنعاش اقتصادنا.

 معًا ، سنعمل على تحسين مناخ الأعمال وسنبني شراكات ديناميكية بين القطاعين العام والخاص ، موجهة نحو التحديات الكبرى لتوقعاتنا الاقتصادية والتجارية المشروعة.

أبناء وطني الأعزاء ؛

 يجب أن نبذل جهودنا ، كل منا  في مجاله المفضل ، من أجل إحداث ثورة في هذا البلد والارتقاء به إلى سلم الحداثة.

 كما يجب أن نواصل تعزيز المكافحة ضد الفساد والترقيات غير القانونية وعدم الوطنية   التي تقضي على كل جهودنا التنموية.

أيها الشباب الأعزاء،

أقرأ في أعينكم الحماس والرغبة في استثمار انفسكم من أجل تشاد أفضل وتشاد جديدة.  وهذا هو التحدي المشترك الذي سأواجهه خلال هذه المرحلة الانتقالية.

مخاوفكم هي بطبيعة الحال مخاوفي وأنتم تعلمون السبب في ذلك . 

إنني ألتزم التزاما رسميا بمقابلتكم ، والتحدث إليكم ، دون حواجز ، للتعرف عليكم بشكل أفضل والعناية باهتماماتكم  بصورة عاجلة .

أنا واحد منكم. سأتجول  في جميع أنحاء البلاد معكم . سنواجه معا عقبات العالم الحديث التي تحول بينكم وبين فهم العالم  .

وقد حان الوقت أيضا لكي تكتشف أفريقيا والعالم أجمع مواهب الشباب التشادي بشكل أفضل.

الأمهات والأخوات العزيزات:
أقرأ علامة فريدة من الحماسة في وجوهكم ، الوجوه التي تشع أملا.
نعم ، الأمل هو الاسم الآخر للمرأة التي تمنح الحياة.  إنني أقدر تقديراً عالياً مستوى تضحياتكن لتنمية البلاد.
في مدننا وأريافنا النائية. المرأة  تعتبر عاملا أساسيا  في التنمية، وستعمل الدولة على تهيئة الظروف المثلى للمرأة  لاستغلال  إمكانياتها بشكل أفضل .
أبناء وطني الأعزاء ؛
أقرأ في وجه كل واحد وواحدة منكم هذا التعبير القوي عن الإيمان الراسخ بمستقبل بلدنا الجميل تشاد .
الصفحة الجديدة التي نريد كتابتها من تاريخ بلدنا  تدعو إلى سلوكيات جديدة ومواقف جديدة يجب أن نتبناها جميعنا .

المدعوون الكرام ؛
 السيدات والسادة .
يواجه العالم تحديات أمنية لا حصر لها تتعلق بالأنشطة الإرهابية وقارتنا ليست بمنأى عن ذلك.
إن تشاد  تحترم التزاماتها القارية وتقتنع تماما بضرورة تضافر الجهود ، كما ستواصل تحمل مسؤوليتها في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد.
ولا تزال بلادنا ملتزمًة بالمبادئ والقيم التي أقرتها النصوص الدولية والقارية والإقليمية التي تنتمي إليها  .

ومع ذلك ، فإننا غيورون جدا على سيادة هذا الوطن . وينبغي تقدير هذه السيادة التي عبر عنها من خلال الحوار الوطني الشامل والسيادي بقيمتها الحقيقية .

يجب على المجتمع الدولي أن يدعم تشاد في سعيها الدائم لتحقيق الأمن والاستقرار داخل البلاد وخارج حدودها ، لا سيما في ساحات عمليات حفظ السلام والكفاح ضد الإرهاب.
المدعوون الكرام ؛
السيدات، والسادة ؛
قبل أن أنهي  خطابي ، أود أن أشكر جميع الدول الشقيقة والصديقة وكذلك الشركاء الفنيين والماليين على مساهماتهم المتنوعة والمتعددة الاوجه.
أعرف كم كان دعمهم النشط حاسمًا في تطور المرحلة الأولى من الفترة الانتقالية .  إنني على يقين من أن المساهمة القيمة لشركائنا لن تدع لنا مجالا للفشل في المرحلة الحالية من حياتنا السياسية .
أبناء الوطن الأعزاء.
بالأمل والفضيلة ، بالهدوء ولكن بالثقة ، بإلايمان والقناعة ، فلننطلق معا نحو طريق التنمية .

ليعلن أحفادنا أننا عندما خضعنا للاختبار ، رفضنا إنهاء هذه الرحلة،  لم نتردد  ولم نضعف .

والأمل مرغوب، ومعًا سنتغلب على كل هذه التحديات.
بارك الله في تشاد!
تحيا الجمهورية !
وشكرا لكم على حسن الاصغاء !