تشاد و النيجر : لقاء ثنائي بين رئيسي البلدين وآخر موسع ضم وفديهما

زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها رئيس جمهورية النيجر محمد بازوم الى تشاد تدخل في إطار تقوية علاقات الاخوة والصداقة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين التشادي والنيجري،  وهي تأتي استجابة لدعوة رئيس المجلس العسكري الانتقالي رئيس الجمهورية رأس الدولة الفريق محمد إدريس ديبي إتنو وكرد على الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية الى النيجر في مايو من العام الماضي. وفي سياق هذه الزيارة فقد استقبل رئيس الجمهورية الفريق محمد ادريس ديبي اتنو نظيره رئيس جمهورية النيجر محمد بازوم،  حيث عقد الرئيسان اجتماعا ثنائيا قبل أن يعقدا اجتماعا آخر موسعا ضم وفدي البلدين ، وخلال الاجتماع بحث الطرفان العلاقات الثنائية وسبل تطويرها كما ناقشا تعزيز التعاون وكيفية النهوض بمستوى هذا التعاون إلى مجالات أوسع وآفاق أرحب.

كما شهد الاجتماع التوقيع على اتفاقية تعاون بين البلدين في المجال الأمني،  وقع على الاتفاقية من الجانب التشادي وزير الأمن العام والهجرة إدريس دكوني أدكير ومن الجانب النيجري وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية النيجري …

وبهذه المناسبة قدم الرئيسان خطابين حيث رحب أولا رئيس المجلس العسكري الانتقالي رئيس الجمهورية رأس الدولة الفريق محمد إدريس ديبي إتنو بضيفه الكريم الرئيس محمد بازوم متمنيا له اقامة سعيدة في بلده الثاني تشاد. وأشار إلى أن الحدود المشتركة بين البلدين بطول الف ومائة وخمسة وسبعين كلم يعيش بمحاذاتها مواطنو البلدين الذين تتدفق في عروقهم نفس الدماء ،وتتسم هذه الحدود بنفس التحديات الإنمائية،  الأمنية، البيئية ، الاقتصادية والاجتماعية. واشار الى المصير والمصالح المشتركة والروابط التاريخية والجغرافية والقيم الاجتماعية والثقافية وعلاقات حسن الجوار المثالية التي  تربط البلدين والشعبين الشقيقين.

وثمن رئيس الجمهورية التعاون الثنائي والاتفاقيات الموقعة بين البلدين ودعا إلى تفعيل هذه الاتفاقيات وجعلها أكثر ديناميكية خاصة في ظل ما يشهده البلدان من مخاطر وتهديدات امنية بسبب جماعة بوكو حرام الإرهابية.

وعن مجموعة الدول الخمس في الساحل كاطار للتعاون الاقليمي المتعدد فقد أشار رئيس الجمهورية إلى أنها واحدة من بين أكثر من منظمة يشترك البلدان في عضويتها وهي أنشأت للحماية والدفاع عن الدول الأعضاء فيها امام تزايد الهجمات الإرهابية لا سيما في مالي، لذا دعا إلى إيجاد حل دبلوماسي من اجل إعادة مالي إلى مجموعة الساحل. كما اطلع رئيس الجمهورية الفريق محمد بازوم نظيره محمد بازوم على السير الايجابي للعملية الانتقالية في البلاد والاستعدادات التي تجريها البلاد من اجل عقد الحوار الوطني الشامل.  داعيا في الوقت نفسه إلى تفعيل إتفاقية  التعاون الإطارية الموقعة بين البلدين في العام ١٩٧٦ من خلال عقد دورات منتظمة للجنة التعاون المشتركة المنبثقة عن هذه الاتفاقية وذلك بهدف اغتنام فرص التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والنقل ، والاستفادة من الإمكانيات المتاحة في البلدين في مجالات الزراعة ، الثروة الحيوانية والتعدين.

بدوره الرئيس النيجري محمد بازوم قال إن العلاقات التشادية النيجري تقوم على قيم  الاخوة والتضامن والانتماء إلى نفس الفضاء الإنساني والثقافي للشعوب التي لا تفصلها سوى الحدود الوهمية. كما دعا هو الآخر إلى تنشيط الشراكة والتعاون بين البلدين. وفيما يتعلق بطريق نقيقمي أنجمينا  فقد أكد أن قسم نقيقمي تشاد الحدودي سيكتمل في غضون ثلاثة أشهر على أبعد تقدير.

وأشار إلى أن المجال الذي تتطلب الظروف اليوم التعامل معه باهتمام أكبر هو المجال الأمني، لأن البلدين يواجهان  نفس التحديات والتي تتمثل في الإرهاب  والاتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات والتمرد المسلح.

كما أكد دعم بلاده للمرحلة الانتقالية في تشاد وأشاد بالتقدم المحرز في مساعي عقد الحوار الوطني الشامل.

وتعتبر زيارة الرئيس النيجري محمد بازوم الى تشاد هي الثانية له منذ توليه زمام الرئاسة في النيجر حيث كانت الأولى حضوره شخصيا للمشاركة في جنازة المشير الراحل إدريس ديبي إتنو. وتأتي هذه الزيارة الثانية لتعزيز علاقات الاخوة والتعاون، وقد قام رئيس المجلس العسكري الانتقالي رئيس الجمهورية رأس الدولة الفريق محمد إدريس ديبي إتنو بتكريم الرئيس النيجري محمد بازوم حيث تم منحه وسام استحقاقيا عن رئاسة الجمهورية وهي رتبة كرامة  الصليب الأكبر.